جيه بي كلوبرز الرئيس التنفيذي لبراندس آي
المستقبل المخيف: عالم نستبدل فيه البشر بأساطيل من البؤر الآلية.
من المؤكد أن هناك بعض الأصوات التي عبرت عن مخاوف كبيرة حول تطور الذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه الأصوات: العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ, الون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس و بيل غيتس (مايكروسوفت). بكل تأكيد هناك اختلاف وجهات نظر أيضاً. تماما كما أثارت الثورة الصناعية المخاوف حول حل الآلة محل الإنسان (المخاوف التي تقود البعض بقدر ما إلى تدمير الأعجوبة الميكانيكية الجديدة: وبالتالي استخدام اليوم لمصطلح “لوديت” للدلالة على أولئك الذين يعارضون التقدم التكنولوجي)، وكل آفاق جديدة من المرجح أن تثير كل من التفاؤل والتردد.
وبغض النظر عن الرؤى التي تدعم استبدال الإنسان بالآلة ومستقبل عديم العمل، فإن الحديث عن الشيء الكبير المقبل يبدو في كل مكان. بعض التكنولوجيا الحالية لا تزال مثيرة للإعجاب: انظر إلى أسطول أمازون البرتقالي المشرق بروبوتات تنفيذ النظام، أو تمعن مساعدك الشخصي الذكي في أجهزة آبل (سيري)،أمازون أليكسا أو مايكروسوفت كورتانا.
في مجال آخر سيكون هناك القدرة لتطوير آلات ذاتية التنظيف و سيارات بدون سائق. لذا سيكون هناك العديد من الآلات الذاتية المثيرة التي سيشهدها العالم: التكنولوجيات القائمة على الشبكة العصبية “التعلم العميق”. على سبيل المثال: جوجل ديب مايند التي أنشئت (برمجية شبكة عصبية) يمكنها تعلم كيفية لعب ألعاب الفيديو بطريقة مماثلة للإنسان وبالفعل استطاعت التغلب على لاعبين محترفين في لعبة جو.
صدمة المستقبل
لقد قاد المعدل الرهيب للتنمية في مجال تطوير الآلات الكثير للاعتقاد بأنه قد حان وقت المستقبل. في الواقع، بالنسبة لبعض التطبيقات، تقوم أجهزة الكمبيوتر بعمل جيد جدا في تكرار - بل وفي بعض الحالات تحسين قدرات نظرائهم البشريين.
غير أن هناك مجالات أخرى لا تزال فيها مهارات الآلات بعيدة عن الأوج. ومن بينها: المجالات التي يحتاج فيها تحليل الإدراك البشري - أي فهم الفوارق الكامنة في كيفية التواصل بين الناس و شعورهم مثل مجالات التحلیل الاجتماعي وتحلیل بیانات الرأي - ھي في المقام الأول، المجالات التي فيها المشاعر هي التي تحدد مخرجات البيانات.
على عكس قواعد لعبة – اتخذ لعبة الشطرنج على سبيل المثال - لا يمكن برمجة وتقييد العقل البشري أثناء لعبة الشطرنج بعدد محدد من التفاعلات أو الحركات الممكنة. كوننا جزءا لا يتجزأ اجتماعيا، كل شخص يعبر عن نفسه بشكل مختلف في سياقات مختلفة. وعلاوة على ذلك، اختلاف معايير التفاعل حسب المكان والزمان معا. إضافة إلى معنى الحديث سواء كان جزء من الفكاهة، السخرية أو الكلام الغامض.
بحثا عن البصيرة
كل من اللغة نفسها والعواطف التي نستخدمها للتعبير عنها معقدة للغاية. على هذا النحو، فإنه ليس من المستغرب أن تجهيز آلة نقية لا تزال غير جاهزة تماماً لمهمة تفسير محتويات التفاعل بين البشر على مواقع التواصل على سبيل المثال: الفيسبوك و التويتر.
وتحقيقا لهذه الغاية، فإن مسألة ما يسمى “اكتشاف الموضوع” هو التحدي الأول – محاولة ادراك موضوع أو شخص أو حدث يشير إليه متكلم معين. وعلى مستوى أكثر دقة، تتطلب العملية أيضا عزل المواضيع الفرعية ذات الصلة.
فموضوع واسع مثل “السياسة” قد يتضمن، على سبيل المثال، موضوعات فرعية مثل “الانتخابات” أو “السياسة الخارجية” أو “البطالة” المرتبطة بها.
وبنفس السياسة بالنسبة لتقسيم المناقشة المحيطة بشركة مصنعة للسيارات حسب ميزة المنتج - إلى “الوسائد الهوائية”، على سبيل المثال، أو “السلامة” و “راحة الركوب”.
الخطوة التالية تتطلب تقييم المشاعر - المشاعر المرتبطة بالمواضيع التي تم الكشف عنها. العديد من أدوات الذكاء الإصطناعي (الخوارزميات) تسقط في هذا الإختبار الحاسم.
المطلوب، في جوهره، هو مستوى من الفهم والإدراك وكشف العاطفة الحقيقية من نكات و سخرية وكلام غاضب, والأكثر أهمية هو فهم اللغات واللهجات المحلية.
الناس فقط يأملون
التغلب على الآلات فيما يتعلق بفهم المعنى وراء نص كتابي معين ليس الشيء الوحيد الذي يظهر مدى تفوق العقل البشري على الآلة لكن العقل البشري أيضا أفضل بكثير في قياس الحالة العاطفية للكاتب. من خلال دمج الفهم البشري الفعلي مع معالجة الخوارزمية من خلال شبكة محللي البيانات.
علاوة على ذلك، يمكن تدريب أي شخص – من فئة الطلاب إلى المتقاعدين، أولئك الذين يعيشون في أماكن نائية - على العمل كجزء من شبكة محللي البيانات. وبذلك، يضيف المساهمون طبقات من الدقة إلى البيانات التي ستستخدمها الشركات أو المنظمات غير الحكومية أو الحكومات في نهاية المطاف: وهي في الأساس أي منظمة تحتاج إلى آراء موثقة.
العقل مقابل الآلة
شيء لا يمكن انكاره هو أن تطوير الآلات والخوارزميات ما زال مستمر. وبكل تأكيد لبعض العمليات التي تتطلب مستوى عالي من التكامل والتفكير أبلت الآلة بلاءاً حسناً حتى أنها فعلا فاقت قدرة الإنسان.
ومع ذلك، فإن الجوانب الأخرى من الذكاء هي الأكثر ارتباطا تقريبا بما يمكن أن يطلق عليه “البصيرة و الإدراك” - التي يتطلب جزء منها القدرة على توفير اكثر من وجهة نظر.
في الوقت الحاضر، ومن المرجح لفترة طويلة في المستقبل، نحن كبشر ببساطة أفضل بكثير في القيام بذلك من الآلات والبرمجيات. وبالتأكيد عندما يتعلق الأمر بمجال الاستماع الاجتماعي وتحليل بيانات الرأي، تبقى الحافة البشرية ضرورية
This article was originally published on InsideBigData